الجمعة، 15 فبراير 2013

عام جديد.. أبحاث جديدة

عام جديد.. أبحاث جديدة

مجلة «نيتشر» ترصد أهم الاكتشافات والفعاليات العلمية التي قد تظهر في 2013.
ريتشارد فان نوردن

تجارب الخلايا الجذعية
من المتوقع أن تظهر في هذا العام نتائج متميزة لتجارب إكلينيكية مبكرة باستخدام خلايا جذعية جنينية بشرية (hESCs). فقد حقنت شركة التقنيات الحيوية «Advanced Cell Technology» في سانتا مونيكا بكاليفورنيا خلايا شبكية مشتقة من خلايا جذعية جنينية بشرية في عيون 36 شخصًا يعانون من نوعين من العمى التَنَكُّسِيّ الدائم. وهي الشركة الوحيدة التي تختبر علاجات بالخلايا الجذعية الجنينية البشرية بموافقة إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA)، وتأمل الشركة أن تمنحها الإدارة الضوء الأخضر لاختبار الخلايا الجذعية المستنبتة من خلايا البالغين في المرضى هذا العام.

تشخيص يثير الجدل
في مايو المقبل، ستنشر جمعية الطب النفسي الأمريكية (APA) الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، وهو أول تحديث جوهري خلال 19 عامًا للدليل المرجعي القياسي لتشخيص الأمراض العقلية. وسيؤدي إلى تغييرات مثيرة للجدل في البروتوكولات الإكلينيكية والبحثية، كالتغيير الجوهري في تشخيص التوحُّد والاكتئاب الرئيس، رغم أن الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي الإحصائي سيشهد مزيدًا من المراجعات والتنقيحات، باعتباره «وثيقة حية» قابلة للتحديث والتعديل.

تقييم المناخ
أنفق علماء المناخ سنوات طويلة في إعداد تقرير التقييم الخامس الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الحكومية بشأن تغيير المناخ (IPCC) وهو أول تحديث للتقرير منذ 2007. ويفترض أن يظهر جزء من هذا التقرير في سبتمبر القادم، ويتمثل في نتائج مجموعة العمل الأولى الذي يلخص علوم الاحترار الكوكبي الأساسية. وسيستفيض التقييم الثاني لبرنامج أبحاث التغييرات العالمية في الولايات المتحدة في تفصيل آثار التغير المناخي على المستوى الوطني.

وهج الانفجار العظيم
إحدى الصور المذهلة في العام الجديد ستكون للمذنب «آيسون» ISON، الذي سيمر قرب الشمس في نوفمبر المقبل، حيث سيطغى تألقه ووهجه على القمر بالكامل وهو يختفي مشتعلا في الفضاء. وستكون الصورة في روعة خريطة تليسكوب بلانك Planck الفضائي لشفق موجات مايكروويڤ الشاحبة من الانفجار العظيم، التي استطاعت رصد تموجات من موجات الجاذبية المتولدة خلال الفترة الأولية من «التضخم الكوني». وفي بعثات فضائية أخرى، ستدور مركبة ناسا الفضائية «لادي» LADEE حول مدار القمر؛ لدراسة الغبار القمري؛ وسيتم إطلاق بعثة «ميڤن» MAVEN؛ لاستكشاف الطبقة العلوية من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وسيواصل مسبار «كُيوريوسيتي» Curiosity إرسال النتائج من سطح الكوكب الأحمر. وفي الأرض سيكتمل إنشاء المجموعة (المصفوفة) الكبيرة التي تضم 66 طبقًا لاقطًا لتليسكوب «ألما» ALMA بصحراء أتاكاما بشيلي لرصد الأطوال الموجية الملّيمترية، ودون الملّيمترية.

الغذاء، والميكروبات، والسرطان
يتزايد اشتباه العلماء مؤخرًا في أن حديقة حيوان الميكروبات بأمعائنا ربما تكون حلقة الوصل الرئيسة بين الغذاء، وأمراض معينة كالسرطان. فقد ربطت دراسة في العام الماضي بين وجود البكتيريا «الإشريكية القولونية» بمستوى أعلى من الطبيعي، وبين سرطان القولون والمستقيم في الفئران المصابة بالتهاب الأمعاء.
(J. C. Arthur et al. Science 338, 120–123; 2012). وستقوم دراسات أخرى هذا العام بدراسة تأثير الغذاء على ميكروبات القناة الهضمية وآثارها على مخاطر الإصابة بالمرض. ويُفترض أن تقف شركة جلاكسو-سميث-كلاين على استعداد إدارة الأغذية والأدوية للموافقة على عقار «ترامِتينيب» trametinib لعلاج ورم «الميلانوما»، أحد أنواع سرطان الجلد، حيث يُعد هذا العقار الأول في فئة جديدة من المركبات التي تثبط مسار إشارات إنزيم الكيناز الذي ينظم نمو الخلايا.
<p>مِكْشاف الزينون الكبير المُقام تحت الأرض يبحث المادة المظلمة.</p>
مِكْشاف الزينون الكبير المُقام تحت الأرض يبحث المادة المظلمة.
Credit: MATT KAPUST/SANFORD LAB/AP

بحثًا عن جسيم
بعد الوصول إلى نتائج ومشاهدات متناقضة لجسيمات المادة المظلمة من مختلف التجارب تحت الأرض، ربما يعزز XENON أو مكشاف «زينون الكبير تحت الأرض» في منشأة أبحاث سانفورد تحت الأرض، بمدينة ليد بولاية داكوتا الجنوبية، بعض هذه النتائج، أو يستبعدها. أما ملك صيادي الجسيمات: «مصادم هادرون الكبير» Hadron Collider في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (CERN) قرب جنيف بسويسرا، فسيغلق أبوابه حتى عام 2015 من أجل التحسينات والتحديث؛ ليتمكن بالتالي من إجراء تجارب اصطدامات أكثر قوة. وسيواصل علماء الفيزياء دراسة البيانات التي تم جمعها حتى الآن للعثور على أي شكل أو أثر للتناظر الفائق.

الأعماق السحيقة
خلال 2013، ستبدأ البيانات تنساب من أوّل الأجزاء المكتملة لشبكة مراصد المراقبة العملاقة تحت الماء، التي تم إنشاؤها بمبادرة أمريكية، وتكلف بناؤها 386 مليون دولار، وستكتمل الشبكة في مارس 2015. ترصد هذه الشبكة كل شيء، بدءًا من الزلازل تحت البحر، وآثار التغيرات المناخية على تيارات المحيط، إلى التحولات في نظم البيئة وكيمياء المحيطات بدايةً من الهواء، حتى أعماق البحر في سبعة مواقع حول العالم. وفي الوقت ذاته، تأمل فرق الباحثين البريطانيين والأمريكيين والروس في العثور على أي نوع من الحياة يمكن أن يوجد في ثلاث بحيرات عميقة تحت الجليد في القطب الجنوبي.

المواد السحرية
قد يصبح مركب «هيجسابوريد السماريوم» Samarium hexaboride هو النجم الجديد في علوم المواد بعد إشارات في العام الماضي حول قيامه بوظيفة العازل الطوبولوجي، حيث يوصل الكهرباء على سطحه، لكنه يعزل الكهرباء في داخله. كما سيستمر العلماء في الاحتفاء بمادة «الجرافين» Graphene أيّما احتفاء، ولذا.. نتوقع أن نسمع عن فيض من التقارير حول مواد مشابهة، مثل «نيتريد البورون» boron nitride و«ثاني كبريتيد التانتالوم» tantalum disulphide، وغيرها من الصفائح ثنائية الأبعاد التي يمكن صَفّها أو رصها فوق بعضها البعض في طبقات محددة بدقة.

الجينات في المحكمة
من المنتظر أن تصدر المحكمة العليا (الأمريكية) حكمها في عدد من القضايا، لها آثار علمية في عام 2013. حيث ستعيد دراسة ما إذا كانت الجينات يمكن حمايتها كبراءة اختراع في إطار قضية مستمرة منذ ثلاث سنوات حول صحة براءات الابتكار التي تملكها شركة «ميرياد جينيتكس» Myriad Genetics بمدينة سولت ليك بولاية يوتاه. وربما تحكم في معارضة لشركة البذور (المعدلة وراثيًا) «مونسانتو» ومقرها سانت لويس بولاية ميسوري قدمها أحد المزارعين الذي يرغب في زراعة بذور جمعها من محاصيل معدلة وراثيًا زرعها من قبل بدلا من شراء محاصيل جديدة من الشركة. وستحكم المحكمة حول ما إذا كانت شركات الأدوية ذات العلامات التجارية يمكنها أن تدفع لشركات الأدوية العامة أموالا لتأخير إطلاق أدويتها العامة.

الأبحاث الممولة حكوميًّا
ابتداءً من أبريل المقبل، سيبدأ تفعيل سياسة بريطانية تلزم الباحثين الممولين بأموال حكومية بإتاحة نتائجهم مجانًا. وستحذو حذو بريطانيا دول أخرى قريبًا، ويتوقع أن ينعقد المجلس العالمي للأبحاث لمناقشة هذه المسألة في مايو 2013، لكن علماء كثيرين قلقون أكثر بشأن الميزانيات، بعد أن قررت الولايات المتحدة إجراء تخفيضات جوهرية في النفقات، وستصبح سارية من بداية 2013. ومن المتوقع أن تستمر أوروبا في الجدل حول تخصيص مبلغ 80 مليار يورو (104 مليارات دولار) لتمويل برنامج الأبحاث الأوروبي من 2014 إلى 2020 المعروف بـ«هورايزن2020» Horizon2020.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق