الثلاثاء، 5 فبراير 2013

هل تصدأ المعادن في الفضاء؟

هل تصدأ المعادن في الفضاء؟

         في الفضاء الخارجي لا تصدأ الأشياء المصنوعة من المعادن بالضبط كما يحدث لها على كوكب الأرض، لكن قد تبدو عليها آثار تماثل هيئة الصدأ الذي نعرفه.
         فصدأ المعادن على كوكب الأرض ما هو إلا نتيجة لتفاعل ذرات الحديد المكونة للمعادن مع جزيئات الماء المشبعة في الهواء، حيث يقوم ذلك التفاعل بتكسير الروابط التي تجمع بين ذرات المعدن معاً، وفي الوقت نفسه، يسمح لتلك الذرات بتشكيل روابط جديدة مع ذرات الأكسجين أو جزيئات الماء، ليكون في النهاية المادة حمراء اللون سهلة التفتت، التي نعرفها بالصدأ.
         وهذه المادة في الحقيقة ما هي إلا مزيج من ذرات المعدن وذرات الأكسجين، لذا فإن المعادن لا يمكن أن تصدأ من تلقاء نفسها، يجب إضافة الأكسجين أو الماء إليها.
         ونظراً لضآلة كميات الماء أو الأكسجين المتوفرة في فراغ الفضاء الخارجي، لا يمكن أن تصدأ المعادن في الفضاء بنفس الطريقة على كوكب الأرض.
         لكن بالإضافة إلى بعض ذرات الأكسجين الموجودة هناك، يلعب الضوء (ما يطلق عليه الأشعة فوق البنفسجية) دوراً مهماً في كسر الروابط الكيميائية بين الذرات (معظم هذه الأشعة فوق البنفسجية لا تصلنا هنا على الأرض، لأنها لا تستطيع المرور من الغلاف الجوي للأرض).
         ونتيجة لتفاعل تلك الأشعة فوق البنفسجية مع ذرات الأكسجين وذرات المعادن في الفضاء، تتشكل نفس التركيبات المؤلفة من ذرات المعادن والأكسجين الموجودة في الصدأ.
         وبسبب الانخفاض الحاد في كثافة الذرات في الفضاء الخارجي، يستغرق الأمر الكثير من السنوات لتشكيل ذلك الصدأ على أي من الأشياء المعدنية.
         ويمكننا الشعور بمدى بطء صدأ المعادن في الفضاء من خلال النظر إلى النيازك الحديدية والقطع المعدنية التي تسقط من الفضاء الخارجي. وقبل هبوطها وسقوطها على الأرض، تطوف تلك القطع المعدنية حول نظامنا الشمسي لملايين أو مليارات السنين، لكنها عادة لاتزال قطعًا من المعدن النقي الذي يشوبه قليل من الصدأ.
         لكن على الرغم من ذلك، لا تزال الكمية الصغيرة من الصدأ المتكون على الأشياء المعدنية في الفضاء الخارجي مهمة، لأنها تغير من لون وكسوة سطحها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق